رمضان.. مدرسة الإيمان وساحة التهذيب الروحي

أكد إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، خلال خطبة الجمعة اليوم في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن شهر رمضان هو ميدان سباقٍ لمن أدرك قيمته، وموسم عتقٍ لمن أخلص النية، ومنبع إشراقٍ لمن استنار فكره وطابت سريرته.
روحانية رمضان.. سكون الليل وطمأنينة الدعاء
أوضح الشيخ الثبيتي أن رمضان هو شهر المناجاة والقرب من الله، حيث تستعذب الأرواح جمال الدعاء، وتطمئن القلوب في ظلال السكينة الإلهية. وأشار إلى أن قيام الليل ورفع الدعاء في سكون الليل يجد بابًا مفتوحًا وربًّا قريبًا مجيبًا.
كيف نستعد لرمضان؟
أكد الشيخ أن الاستعداد لشهر رمضان يتطلب تهيئة النفس ونقاء القلب وإنعاش الروح، موضحًا أن راحة البال وصفاء الذهن يجعل الذكر أحلى، والتسبيح أعمق، والتلاوة أكثر لذّة، وقيام الليل أكثر أنسًا.
وأضاف أن حسن تنظيم الأوقات، والتخفف من المباحات والانشغال بالأعمال الصالحة، هو أفضل استعداد لدخول رمضان، مشيرًا إلى أهمية الدعاء الصادق من قلب خاشع مخبت:
“اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.
رمضان.. مدرسة الإرادة وساحة التهذيب
وصف الشيخ الثبيتي رمضان بأنه مدرسة للإرادة، حيث يدرب الصائم على ضبط النفس وكبح الشهوات، وصون اللسان عن كل ما يخدش الصيام، كما يغرس في القلب الصبر والثبات، ويعلّم المسلم كيف يحكم زمام رغباته ويهذب سلوكه.
رمضان.. محطة ارتقاء وبناء للإنسان
أشار الشيخ إلى أن رمضان يرقى بالإنسان في سلوكه وأهدافه، فهو يبني بالصيام كيانه، ويصقل بالقيام شخصيته، ويمنحه بالقرآن الصدق والنزاهة.
رمضان.. شهر الوحدة والتآخي بين المسلمين
أكد الشيخ أن رمضان يوحد الأمة الإسلامية تحت راية العبودية لله، حيث يجتمع المسلمون على الصيام والفطر معًا، ويقومون الليل صفوفًا متراصة، متجهين بقلوبهم وأجسادهم إلى قبلة واحدة، مما يعزز وحدة القلوب قبل وحدة الصفوف.