وداعًا للزمزمي: رحلة تاجر الطائف الذي أسس إرثًا في عالم الخياطة والعطور

بقلوب مليئة بالحزن والأسى، ودّعت محافظة الطائف أحد أقدم وأشهر تجار أدوات الخياطة والأقمشة والعطور، الشيخ محمد بن صالح الزمزمي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 86 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. رحيل “الزمزمي” يمثل خسارة كبيرة للمدينة، إذ كان رمزًا من رموز التجارة والعراقة، حيث سطر اسمه في ذاكرة الطائف وأهاليها، وأسهم في ازدهار التجارة التقليدية لعدة عقود.

من بدايات متواضعة إلى إمبراطورية تجارية في الطائف

بدأ الشيخ محمد الزمزمي مسيرته التجارية منذ أكثر من 60 عامًا في سوق البلد بالطائف، حيث أسس محلًا صغيرًا لبيع أدوات الخياطة والأقمشة النسائية والعطور. بفضل إصراره ورؤيته الثاقبة، نجح في تحويل هذا المحل البسيط إلى مؤسسة تجارية ضخمة، حيث افتتح العديد من الفروع في مختلف المدن السعودية، من الطائف إلى جدة، الرياض، الدمام. كما أصبح موزعًا معتمدًا لإحدى الشركات النمساوية الشهيرة في مجال العطور.

متجر الزمزمي: وجهة الطائفين لشراء مستلزمات الأفراح والعطور

كان متجر الشيخ محمد الزمزمي، طوال سنوات عمله، وجهة رئيسية للعائلات وأصحاب حفلات الأعراس في الطائف. لقد ارتبط اسمه بالعديد من الأفراح والمناسبات الاجتماعية الكبرى في المدينة، حيث كان يقدم أجود مستلزمات الخياطة والعطور، ما جعله وجهة مفضلة في موسم الصيف وحفلات الزفاف.

رحيله: خسارة لمحافظة الطائف وأهاليها

رحيل الشيخ الزمزمي ترك فراغًا كبيرًا في المجتمع الطائفي. فقد كان اسم “الزمزمي” مرتبطًا بتاريخ الطائف العريق، وأصبح جزءًا من ذكريات الأهالي الذين عاشوا تفاصيل حياة المدينة التجارية والثقافية. وأعرب أبناؤه خالد ووليد وسلطان وأفراد أسرته عن شكرهم لكل من قدم لهم العزاء، سائلاً الله أن يرحم فقيدهم ويسكنه فسيح جناته.

إرث الزمزمي: من التاجر إلى رمز في الطائف

كانت رحلة الشيخ محمد الزمزمي رحلة تجارية ملهمة، فقد كان أكثر من مجرد تاجر، كان جزءًا من التاريخ الطائفي، حيث حافظ على العلاقة الحميمة مع الزبائن وأسهم بشكل كبير في الارتقاء بالصناعة التقليدية. ومع رحيله، سيسجل اسمه في صفحات التاريخ الطائفي كثروة تجارية تركت أثرًا طويلًا في حياة الناس.

إن رحيل الشيخ محمد الزمزمي يمثل خسارة لا تعوض للقطاع التجاري في الطائف، الذي فقد أحد أبرز رجاله الذين أسهموا في تطوير الحياة التجارية في المدينة. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة، وسيبقى إرثه قائمًا في محلاته التي قدمت الكثير لأبناء الطائف والمناطق المجاورة.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *