دراسة إيطالية تكشف العوامل الرئيسية وراء تذكر الأحلام: هل تذكر الحلم مجرد صدفة؟

هل فكرت يومًا لماذا يتذكر البعض أحلامهم بينما ينسى آخرون ما رأوه أثناء النوم؟ كشفت دراسة إيطالية حديثة أن تذكر الأحلام ليس مجرد مسألة صدفة، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين عوامل عدة. الدراسة، التي شملت 217 بالغًا، سلطت الضوء على ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر بشكل كبير في قدرة الإنسان على تذكر أحلامه. فما هي هذه العوامل؟ وكيف تؤثر على آلية الحلم في الدماغ؟ دعونا نستعرض تفاصيل هذه الدراسة.

العوامل المؤثرة في تذكر الأحلام

دراسة علمية جديدة أُجريت بين مارس 2020 ومارس 2024 كشفت عن ثلاثة عوامل رئيسية تجعل بعض الأشخاص يتذكرون أحلامهم بينما ينسى آخرون ما رآوه في عالم الأحلام.

  1. رأي الشخص في الأحلام
    أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعتبرون الأحلام ذات مغزى وتستحق الانتباه، مثل “الأحلام هي وسيلة لفهم مشاعري الحقيقية”، هم أكثر عرضة لتذكر أحلامهم مقارنةً بمن يعتقدون أن الأحلام ليست سوى نشاط عشوائي للدماغ. هذه النظرة الإيجابية تجاه الأحلام تزيد من قدرة الشخص على تذكر التفاصيل.
  2. ميل الشخص إلى شرود الذهن وأحلام اليقظة
    شرود الذهن، أو التفاعل مع أفكار غير مرتبطة بالواقع، يلعب دورًا مهمًا. الأشخاص الذين يميلون إلى أحلام اليقظة والتفكير المستمر أثناء النهار هم أكثر قدرة على تذكر أحلامهم، حيث أن كلا النشاطين يرتبطان بنفس الشبكات الدماغية.
  3. أنماط النوم
    الأشخاص الذين يمرون بفترات نوم خفيف بشكل أكبر يميلون إلى تذكر أحلامهم بشكل أفضل. على عكس النوم العميق الذي يعزز تثبيت الذكريات ولكنه قد يعيق تكوين وتذكر الأحلام، فإن النوم الخفيف يحافظ على نشاط الدماغ بطريقة تشبه اليقظة مما يسهل تذكر الحلم.

العوامل الإضافية المؤثرة في تذكر الأحلام

بالإضافة إلى العوامل السابقة، تشير الدراسة إلى أن العمر واختلاف فترات النوم قد يلعبان دورًا في قدرة الشخص على تذكر أحلامه. فقد أظهر المشاركون الأصغر سنًا قدرة أكبر على تذكر تفاصيل أحلامهم مقارنةً بالكبار في السن الذين أفادوا بتجربة “أحلام بيضاء” حيث يشعرون أنهم حلموا ولكن لا يتذكرون التفاصيل.

تأثير التغيرات الموسمية على تذكر الأحلام

اكتشف الباحثون أيضًا أن تذكر الأحلام يتقلب وفقًا للمواسم، حيث يتذكر الأشخاص عددًا أقل من الأحلام خلال أشهر الشتاء مقارنة بفصلي الربيع والخريف. قد يكون هذا الاختلاف مرتبطًا بالتغيرات في التعرض للضوء وتأثيره على كيمياء الدماغ، مما يؤثر على تكوين الأحلام وتذكرها.

الأدوات الحديثة لدراسة تذكر الأحلام

لم تقتصر الدراسة على المذكرات الشخصية للأحلام فقط، بل استخدم الباحثون تقنيات متطورة مثل الأجهزة التي تقيس نشاط الدماغ والأساور التي تتبع أنماط النوم، مما أتاح لهم ربط تذكر الأحلام بمقاييس موضوعية للنوم.

التوقعات المستقبلية والتطبيقات السريرية

تشير النتائج إلى أن فهم كيفية تذكر الأحلام قد يكون ذا أهمية خاصة في المجال الطبي. قد يسهم ذلك في تطوير أدوات تشخيصية تساعد في التعرف على الأمراض العصبية والنفسية من خلال تحليل أنماط الأحلام. هذه الاكتشافات قد تساعد في استكشاف العلاقة بين الأحلام والصحة العقلية.

 

من الواضح أن تذكر الأحلام ليس مجرد صدفة بل يتأثر بعدد من العوامل الشخصية والفسيولوجية. يساعدنا هذا الفهم المتعمق في تطوير طرق جديدة لاستكشاف الدماغ البشري وكيفية تخزين الذكريات، بالإضافة إلى دور الأحلام في معالجة المشاعر وتوطيد الذاكرة.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *