اكتشاف علمي جديد قد يفتح آفاق علاج السرطان ومنع انتشاره: الأشواك الخارجية للأورام السرطانية

حقق فريق من العلماء اكتشافًا قد يمثل خطوة محورية في مجال علاج السرطان ومنع انتشاره. كشفت دراسة حديثة أن أورام سرطان الثدي العدوانية تمتلك أشواكًا خارجية تشبه تلك الموجودة على ثمرة الكستناء، وهو اكتشاف قد يساعد في مكافحة انتشار المرض إلى الأعضاء الحيوية قبل أن يصل إلى المراحل النهائية.
اكتشاف يشير إلى دور الأشواك في انتشار السرطان
وفقًا للدراسة، تميزت الأورام العدوانية لسرطان الثدي بوجود أشواك خارجية معقدة تشبه تلك الموجودة على ثمرة الكستناء. وفي المقابل، كانت الأورام الأقل عدوانية تظهر بشكل دائري سلس دون أي نتوءات ملحوظة. يعتقد العلماء أن هذه الأشواك تلعب دورًا رئيسيًا في مساعدة الخلايا السرطانية على الانتقال إلى أعضاء أخرى مثل الرئتين والكبد والدماغ، مما يعزز قدرة المرض على الانتشار داخل الجسم.
دور الأشواك في تسريع انتشار السرطان
أظهرت نتائج الدراسة أن هذه الأشواك تعمل كممرات سريعة تساعد الخلايا السرطانية على الوصول إلى الأوعية الدموية بشكل أسرع، مما يعزز قدرتها على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. أكد العلماء أن هذه الأشواك تلعب دورًا حاسمًا في قدرة الخلايا السرطانية على مغادرة الأورام والانتقال إلى الأعضاء الأخرى، ما يساهم في تفشي المرض.
تحليل الأورام في المختبر: نتائج مثيرة
في دراسة شملت 30 مريضة بسرطان الثدي و65 شخصًا مصابًا بسرطان الجلد، قام فريق البحث بتحليل الأورام المأخوذة من هؤلاء المرضى. وجدوا أن الأشواك الموجودة في الأورام السرطانية تتكون من ألياف في المصفوفة خارج الخلية (SUBS)، وهي التي تعمل على تغيير خصائص الخلايا السرطانية وتكسبها القدرة على التحرك والتنقل عبر الجسم. وهذا التغيير في الخلايا يجعلها أكثر استدارة وصلابة، وبالتالي أكثر قدرة على الانتشار.
دراسة تأثير الأشواك على بقاء المرضى على قيد الحياة
أظهرت التجارب المخبرية أن الخلايا السرطانية التي تمت زراعتها باستخدام هياكل تحاكي هذه الأشواك كانت أكثر قدرة على الانتشار داخل رئات الفئران. أظهرت البيانات أيضًا أن المرضى الذين ظهرت خلاياهم السرطانية مع هذه الخصائص العدوانية كانوا أقل احتمالا للبقاء على قيد الحياة لفترات طويلة. هذه النتائج تفتح الطريق لفهم أعمق حول تأثير الأشواك على تقدم المرض.
التوجه نحو أدوية جديدة لعلاج السرطان ومنع انتشاره
أكدت البروفيسور فيكتوريا سانز مورينو، الباحثة الرئيسية في معهد أبحاث السرطان بلندن، أن هذا الاكتشاف قد يساعد الأطباء في اكتشاف الأورام العدوانية في وقت مبكر من خلال تحليل بنيتها الخارجية. كما يمكن أن يؤدي إلى تطوير أدوية جديدة تستهدف منع تكوين الأشواك في الأورام السرطانية، وبالتالي تقليل قدرة الخلايا السرطانية على الانتشار.
خطوات نحو أمل جديد في علاج السرطان
تعد هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو تحسين طرق علاج السرطان والحد من انتشاره في الجسم. إذا تم تطوير أدوية تستهدف هذه الأشواك، قد نتمكن من الوقوف في وجه السرطان قبل أن يصل إلى المراحل النهائية، مما يفتح أفقًا جديدًا للأمل في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان.