ثمرة الكمأة التونسية تعود بعد غياب طويل: “الترفاس” ينقلب إلى مصدر رزق في جنوب تونس

بعد غياب دام أكثر من خمس سنوات بسبب الجفاف المستمر في جنوب تونس، عادت الكمأة التونسية أو “الترفاس” لتظهر بكميات كبيرة في أرياف محافظتي مدنين وتطاوين. وتعد هذه الثمرة الطبيعية من الثمار البيولوجية التي تنمو دون أن تُزرع، وتتميز بقيمتها الغذائية العالية، ما جعلها تتصدر أسواق تونس من جديد وتصبح مصدر رزق للكثير من الأسر.

ظهور الكمأة التونسية بعد غياب طويل

شهدت أسواق محافظتي مدنين وتطاوين في الأيام الأخيرة ظهور كميات ضخمة من “الترفاس” أو الكمأة، ما شكل مفاجأة سارة لسكان الجنوب التونسي الذين تأثروا بعدم وجودها خلال السنوات الماضية بسبب تواصل الجفاف. وأسعار الكمأة التونسية في الأسواق ارتفعت بشكل ملحوظ، حيث يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 150 ديناراً تونسياً (حوالي 50 دولاراً أمريكياً).

الترفاس: ثمرة طبيعية ذات قيمة غذائية عالية

الكمأة أو “الترفاس” هي ثمرة طبيعية بيولوجية لا تُزرع، وتعد من أغلى الثمار في المنطقة نظرًا لقيمتها الغذائية العالية. يعرفها البعض بـ “زبدة الأرض” لأنها تُعتبر من أغنى الثمار الطبيعية بالمعادن والفيتامينات. كما أن إقبال الناس عليها في الداخل والخارج يعود إلى مذاقها الفريد وفوائدها الصحية المتعددة.

موسم الترفاس: بداية الخريف ونزول الأمطار

تنمو ثمار “الترفاس” في فصل الشتاء، لكن نضوجها يبدأ مع نزول كميات كبيرة من الأمطار في بداية فصل الخريف. تنتشر الكمأة في المناطق الوعرة والغابات مثل غابات الشمال الغربي وأحراش الوسط التونسي، وتستمر في النضوج حتى نهاية شهر أبريل. تُجمع الكمأة كدرنات تحت سطح التربة وتبرز جزئيًا أو كليًا فوقها.

طرق جمع “الترفاس” وتقاليد استهلاكها في الجنوب التونسي

يُعد الجنوب التونسي من أبرز مناطق وجود “الترفاس”، وتتميز هذه المناطق بتقاليد خاصة في جمع الكمأة واستهلاكها. يتم البحث عن الكمأة بطرق خاصة تعتمد على مهارات وخبرة الباحثين. غالبًا ما يُعثَر على “الترفاس” بالقرب من نباتات “عروق الترفاس” ذات اللون الأصفر، التي تظهر على سطح التربة مع شقوق صغيرة. من خلال نبش هذه النباتات يمكن العثور على الثمرة.

طرق تحضير الترفاس واستخدامها في المأكولات

تعد “الترفاس” من الأطعمة المفضلة لسكان الجنوب التونسي وزوارهم. يُحضرها البعض عن طريق غليها في الماء والملح بعد تنظيفها، بينما يفضل البعض الآخر طهيها مع أطباق تقليدية مثل الكسكسي، الحساء، والجلبانة. كما يتم تحضيرها بالشواء على النار. في الوقت ذاته، تُعد الكمأة مصدر رزق للعديد من الأشخاص الذين يكسبون دخلًا جيدًا من بيعها نتيجة لكثرة الطلب عليها وارتفاع سعرها.

أنواع “الترفاس” وأهميتها الصحية

تتعدد أنواع “الترفاس” في تونس، حيث توجد أنواع مختلفة بناءً على اللون والحجم. أشهر الأنواع في جنوب تونس هما “الترفاس الأحمر” و”الترفاس الأبيض”. وقد ثبت أن الكمأة تحتوي على العديد من الفوائد الصحية، مثل تحسين الهضم وتعزيز الجهاز المناعي بفضل محتواها الغني بالمعادن.

 عودة “الترفاس” كأحد أهم مصادر الرزق في الجنوب التونسي

بعد سنوات من الجفاف الذي حال دون توفر الكمأة التونسية، عادت “الترفاس” لتكون محط اهتمام ومصدر رزق للمئات من الأسر التونسية في الجنوب. ومع تزايد الطلب عليها في الأسواق وارتفاع أسعارها، تأمل المجتمعات المحلية في استمرار ظهور هذه الثمرة التي تساهم في توفير فرص عمل جديدة وتحقيق دخل إضافي في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *