الصيام ومرض السكري.. متى يكون آمناً ومتى يشكّل خطراً؟
هل يمكن لمرضى السكري الصيام بأمان في رمضان؟
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتساءل العديد من مرضى السكري عن مدى أمان الصيام بالنسبة لهم، حيث قد يشكّل مخاطر صحية للبعض، بينما يكون آمناً لفئات أخرى. ووفقًا لتوصيات الخبراء الطبيين، فإن قدرة مرضى السكري على الصيام تعتمد على تقييم طبي دقيق يأخذ في الاعتبار عدة عوامل، من بينها نوع السكري، ومستويات السكر في الدم، والمضاعفات الصحية المحتملة، والأدوية المستخدمة مثل الأنسولين.
تصنيف مرضى السكري في رمضان وفق معايير الخطورة
أوضحت الدكتورة سارة الجدعاني، استشارية طب الأسرة، أن المرضى يُقسمون إلى ثلاث فئات وفقًا لحالتهم الصحية:
فئة منخفضة الخطورة: يمكنهم الصيام بأمان مع الالتزام بالإرشادات الطبية ومتابعة مستوى السكر في الدم بانتظام.
فئة متوسطة الخطورة: يُسمح لهم بالصيام بشرط المراقبة المستمرة واستشارة الطبيب لتعديل جرعات الأدوية والنظام الغذائي.
فئة عالية الخطورة: يُنصحون بتجنب الصيام حفاظًا على صحتهم، نظرًا لاحتمالية تعرّضهم لمضاعفات مثل انخفاض السكر الحاد، أو الجفاف، أو الحماض الكيتوني السكري.
أهمية استشارة الطبيب قبل رمضان
أكدت الجدعاني أن قرار الصيام يجب أن يكون مبنيًا على تقييم طبي دقيق وليس على التجارب الشخصية أو الرغبة الشخصية، حيث تختلف استجابة كل مريض للصيام. لذلك، يُنصح جميع مرضى السكري بزيارة الطبيب المختص قبل حلول الشهر الكريم لتحديد مدى قدرتهم على الصيام بأمان، أو إيجاد بدائل مناسبة لهم مثل الإفطار وفق الرخصة الشرعية.
نصائح عامة لمرضى السكري في رمضان
إذا كان الصيام آمنًا للمريض، فمن الضروري اتباع بعض الإرشادات الطبية لتجنّب المضاعفات، ومنها:
تناول وجبة السحور المتأخرة لتقليل خطر انخفاض السكر في النهار.
شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتجنّب الجفاف.
تقليل تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة التي قد ترفع مستوى السكر بسرعة.
متابعة مستوى السكر بانتظام لتجنب أي انخفاض أو ارتفاع مفاجئ.
التوقف عن الصيام فورًا عند الشعور بأعراض نقص أو ارتفاع السكر الحاد.
يُعد اتخاذ قرار الصيام لمرضى السكري أمرًا حساسًا، ولا بد أن يتم بناءً على رأي طبي متخصص. ومع التقييم الصحيح والمتابعة المستمرة، يمكن لبعض المرضى الصيام بأمان، بينما يجب على آخرين تجنّبه للحفاظ على صحتهم.
