الورد الطائفي.. عبق رمضان وموروث زراعي يتجدد سنويًا

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يشهد الورد الطائفي اهتمامًا واسعًا من قبل المزارعين في محافظة الطائف، حيث تبدأ عمليات التقليم والتشذيب والتسميد استعدادًا لموسم القطاف الذي يمتد من شهر مارس وحتى أوائل أبريل، ليستمر قرابة 45 يومًا، مقدمًا أجود أنواع العطور ودهن الورد الذي أصبح رمزًا مميزًا للمنطقة.

عناية مكثفة استعدادًا لموسم القطاف

يشير المزارع خلف الغريبي إلى أن متوسط عدد الورود التي يتم قطفها يوميًا يصل إلى 70 ألف وردة، حيث تحافظ هذه الأزهار الفريدة على عبقها الطائفي الذي تشتهر به المنطقة منذ عقود. ويعد موسم القطاف حدثًا سنويًا بارزًا للعائلات الطائفية، التي توارثت زراعته وتقطيره وبيعه جيلًا بعد جيل.

   

مفاجآت حول مصرع المصرية آية عادل في الأردن

التفاصيل الكاملة من هنا

2000 مزرعة تنتج ملايين الورود يوميًا

تضم الطائف وضواحيها أكثر من 2000 مزرعة متخصصة بزراعة الورد الطائفي، ويصل إنتاجها اليومي إلى أكثر من 200 مليون وردة، فيما تنتج كل شجرة حوالي 250 وردة يوميًا طوال فترة الحصاد. ويعتبر موسم القطاف فرصة اقتصادية هامة لأهالي الطائف، حيث يتم تصدير منتجات الورد الطائفي محليًا وعالميًا، ليكون جزءًا أساسيًا من الصناعات العطرية والتجميلية.

الورد الطائفي في رمضان.. نكهة وروحانية خاصة

يترقب الأهالي موسم ورد الطائف سنويًا، خاصة مع شهر رمضان المبارك، حيث يستخدم ماء الورد الطائفي في المشروبات الرمضانية والمأكولات التقليدية، ما يمنحها نكهة مميزة. كما أن عطر الورد الطائفي ودهنه يعدان من المكونات الأساسية في غسل الكعبة المشرفة ودهن جدرانها مرتين سنويًا، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك.

هدا الطائف.. قلب زراعة الورد الطائفي

تشتهر مزارع قرى هدا الطائف بأنها المركز الأبرز لإنتاج الورد الطائفي، حيث تتجلى روائح عطر الورد ودهنه، لتكون تحفة طبيعية يستقبل بها الصائمون موائدهم الرمضانية. كما يشير المزارعون إلى أن إنتاج تولة واحدة من دهن الورد الطائفي يتطلب حوالي 13 ألف وردة، أي ما يعادل 12 غرامًا، مما يجعلها من أغلى العطور الطبيعية في العالم.

ماء الورد وفوائده في المائدة الرمضانية

يستخدم ماء الورد الطائفي في مختلف المأكولات والمشروبات، خاصة في السفرة الرمضانية، حيث يضيف نكهة فريدة عند مزجه بالماء أو إضافته إلى الشاي. ويؤكد كبار السن أن ماء الورد يحمل فوائد صحية عديدة، من بينها المساعدة على الهضم وتحسين نضارة البشرة وتهدئة الأعصاب.

يظل الورد الطائفي أيقونة زراعية تُميز الطائف عالميًا، لما يحمله من رائحة فريدة وفوائد متعددة تمتد إلى المجالات الغذائية والعطرية والدينية. ومع حلول موسم القطاف، يتجدد هذا الإرث العريق، ليكون جزءًا لا يتجزأ من تقاليد رمضان في المملكة العربية السعودية.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *