كيف تؤثر المشاعر على أجسامنا؟ خريطة تكشف أسرار العواطف البشرية
من الغضب الذي يشتعل في الصدر إلى الحب الذي يضيء القلب، كشفت دراسة حديثة أجراها علماء في جامعة هلسنكي الفنلندية كيف تؤثر 14 نوعًا من المشاعر على مختلف أجزاء الجسم. وأظهرت الخريطة العاطفية أن المشاعر لا تقتصر فقط على العقل، بل تترك بصماتها على الجسد بطرق غير متوقعة.
كيف تتفاعل المشاعر مع أجسامنا؟
السعادة: دفء يغمر الجسد بالكامل
عندما نشعر بالسعادة، ينتشر إحساس دافئ ومريح في جميع أنحاء الجسم، مما يعزز الشعور بالطاقة الإيجابية والراحة النفسية.
الخوف: إحساس حاد في الصدر
عند مواجهة موقف مخيف، تتدفق مشاعر الخوف بسرعة نحو الصدر، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب واستعداد الجسم لردود فعل دفاعية، مثل الهروب أو المواجهة.
الاكتئاب: خدر في الرأس والأطراف
يظهر الاكتئاب في الخريطة العاطفية على هيئة لون أزرق بارد يتركز في الرأس والأطراف، مما يعكس حالة الخمول وفقدان الشعور بالطاقة التي ترافق هذه المشاعر.
الغضب: حرارة تنتقل عبر الذراعين
يبدأ الغضب من الصدر ثم يتدفق بقوة إلى الذراعين واليدين، مما يفسر سبب تشديد القبضات أو التصرفات الانفعالية عند الشعور بهذه العاطفة.
دراسة قديمة تكشف جذور المشاعر
في عام 2013، قام باحثو جامعة هلسنكي بتحليل نصوص بلاد ما بين النهرين القديمة، واكتشفوا أن الحضارات القديمة كانت تربط المشاعر بأعضاء محددة في الجسم. على سبيل المثال:
- السعادة كانت تُنسب إلى الكبد.
- الغضب كان مرتبطًا بـ القدمين، ربما بسبب الاندفاع نحو الفعل عند الشعور به.
تطور الأبحاث: هل تغيرت استجابتنا العاطفية عبر الزمن؟
في دراسة حديثة نُشرت في ديسمبر الماضي بمجلة iScience، أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت استجاباتنا العاطفية قد تغيرت عبر الزمن. طلبوا من المشاركين تحديد مناطق الجسم التي تتأثر بالمشاعر المختلفة، فكانت النتيجة خرائط تظهر أنماطًا متشابهة للمشاعر، حيث تتراوح الألوان من الأسود (السكون) إلى الأزرق (انخفاض التأثر) ثم الأحمر والأصفر (أعلى درجات التأثر).
نتائج الدراسة الحديثة: ماذا كشفت الخريطة العاطفية؟
- السعادة والحب: أشعلتا النشاط في جميع أنحاء الجسم.
- الخوف: تركز بشدة في الصدر.
- الغضب: امتد من الصدر إلى اليدين، مما يعكس الاستعداد للمواجهة.
هل يمكننا التحكم في استجاباتنا العاطفية؟
تكشف هذه الدراسات أن المشاعر ليست مجرد حالات ذهنية، بل لها تأثير فيزيولوجي حقيقي على أجسادنا. ومعرفة هذه المعلومات قد تساعدنا في إدارة مشاعرنا بطريقة أفضل، سواء من خلال تمارين التنفس، التأمل، أو ممارسة النشاط البدني.
