العالم في مرمى العاصفة.. النزاعات تتصاعد والغرب يغضّ الطرف
تزايد النزاعات العالمية في ظل تجاهل غربي
يشهد العالم اضطرابات متصاعدة، حيث تتشابك الأزمات السياسية مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ما يجعل المستقبل أكثر غموضًا. فعلى امتداد مناطق الشرق الأوسط، إفريقيا، آسيا، والأمريكتين، تتفاقم الصراعات المسلحة، مدفوعةً بعوامل سياسية، اقتصادية، وبيئية، بينما يتجاهل الغرب العديد من هذه الأزمات، مركّزًا اهتمامه على قضايا تخدم مصالحه الخاصة.
“ساعة يوم القيامة”.. نقطة حرجة تهدد العالم
تشير مؤشرات “ساعة يوم القيامة” إلى أن العالم يقترب من نقطة لا رجعة فيها، حيث تتلاقى مخاطر الحرب النووية، الأوبئة، والتغير المناخي في مشهدٍ ينذر بالخطر. وتتزايد هذه التهديدات بفعل إدارة سيئة للتكنولوجيا الحديثة وانتشار المعلومات المضللة، مما يعمّق عدم الاستقرار العالمي.
ووفقًا لبيانات منظمة “أكليد”، فقد تضاعفت معدلات النزاعات المسلحة خلال السنوات الأخيرة، حيث بات شخص واحد من كل ثمانية يتأثر بالنزاعات المباشرة أو غير المباشرة.
أزمات إنسانية منسية.. وصمت غربي مريب
بينما تحظى بعض الصراعات بتغطية إعلامية مكثفة، يتم تجاهل أزمات إنسانية كبرى تعصف بمناطق مثل إفريقيا وآسيا، حيث يعيش الملايين في ظروف مأساوية دون أن يلقى ذلك اهتمامًا كافيًا في الأجندة الغربية.
1. النزاعات في إفريقيا: معارك من أجل الموارد
تستمر الصراعات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أدت المعارك حول الموارد الطبيعية إلى تهجير آلاف المدنيين، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية. وفي السودان، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا مع استمرار الاشتباكات المسلحة، مما أدى إلى مجاعة وتهجير قسري لملايين السكان.
2. قمع في آسيا.. وغياب الحلول
في ميانمار، يواصل المجلس العسكري حملات قمع عنيفة ضد المدنيين، حيث تتزايد الاعتقالات التعسفية والهجمات الجوية، مما يضع ملايين الأشخاص تحت خطر المجاعة والتشريد. وعلى الرغم من خطورة الوضع، لا يزال رد الفعل الدولي محدودًا، في ظل غياب دعم غربي حقيقي لحل الأزمة.
دوامة الفوضى في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط
1. هايتي واليمن: انهيار الدولة واستفحال الأزمة
في هايتي، تسيطر العصابات المسلحة على المشهد السياسي والأمني، بينما تعاني الدولة من أزمة إنسانية خانقة. أما في اليمن، فتستمر الحرب في استنزاف الموارد، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية وتزايد معدلات الفقر والجوع.
2. التوترات على الحدود الأمريكية – المكسيكية
تتصاعد الأوضاع على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث تتعامل السلطات مع موجات هجرة غير مسبوقة، بينما يُستغل هذا الملف في الدعاية السياسية بدلاً من البحث عن حلول جذرية.
تجاهل الغرب.. سياسة المصالح الضيقة
في ظل هذه الأزمات، يبقى السؤال قائمًا: لماذا يتجاهل الغرب العديد من النزاعات الإنسانية، في الوقت الذي يركز فيه على قضايا معينة تخدم أجندته السياسية؟
تشير التقارير إلى أن الدول الغربية تميل إلى دعم الأزمات التي تخدم مصالحها الجيوسياسية، بينما تهمّش قضايا أخرى قد تكون أكثر مأساوية لكنها لا تصبّ في إستراتيجيتها.
هل يتجه العالم نحو الفوضى أم الحلول؟
مع تزايد النزاعات وتفاقم الأزمات، يبقى الخيار مفتوحًا أمام القوى العالمية: إما أن تتبنى مقاربات عادلة وشاملة لحل النزاعات، أو تستمر في سياسة التجاهل الانتقائي التي قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستظل هذه الصراعات تهديدًا مستمرًا لمستقبل البشرية، أم أن هناك أملًا في إعادة ترتيب الأولويات الدولية لتحقيق السلام والاستقرار؟