الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول: التهم الجنائية وحكم الطوارئ الذي هز السياسة الكورية
في تطور غير مسبوق في تاريخ كوريا الجنوبية، يواجه الرئيس السابق يون سوك يول سلسلة من الاتهامات الجنائية الخطيرة التي قد تؤثر على مستقبله السياسي بشكل جذري. هذا التطور المثير جاء بعد عزله من منصبه، ليصبح أول رئيس في تاريخ كوريا الجنوبية يُحاكم أثناء وجوده في السلطة، بسبب سلسلة من الأحداث المثيرة التي هزت أركان البلاد. فما الذي حدث؟ وما هي التهم الموجهة إلى الرئيس المعزول؟
حكم الطوارئ: تصعيد غير مسبوق
في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول في الثالث من ديسمبر عن فرض حكم الطوارئ، متهماً الجمعية الوطنية التي يسيطر عليها المعارضون بشل حكومته. إلا أن هذا الإعلان أثار عاصفة من الجدل والانتقادات الشديدة، حيث صوّتت الجمعية الوطنية ضد القرار، مما أجبر يون على التراجع بعد ست ساعات فقط.
وفي تطور خطير، اتهم المدعون العامون يون بقيادة تمرد خلال فترة حكم الطوارئ. وقد تم اتهامه بحظر جميع الأنشطة السياسية، وبتوجيه أوامر للقادة العسكريين بهدم أبواب الجمعية الوطنية بالقوة أو حتى باستخدام النار إذا لزم الأمر. وزعم المدعون أنه أرسل الجنود للاستيلاء على الجمعية واحتجاز القادة السياسيين، ما تسبب في تصعيد الأزمة السياسية بشكل غير مسبوق.
اتهام انتهاك الدستور: تجاوز السلطة
بالإضافة إلى تهمة التمرد، يواجه الرئيس يون سوك يول تهمة انتهاك الدستور الكوري الجنوبي. إذ يُزعم أنه تجاوز سلطاته الدستورية عبر فرض حكم الطوارئ من دون موافقة الجمعية الوطنية، مما أدى إلى أزمة سياسية عميقة داخل البلاد.
هذه الأحداث أثارت ردود فعل متباينة في الشارع الكوري الجنوبي. في حين أيدت غالبية المواطنين عزل يون من منصبه، اعتبره البعض مذنباً بالتمرد. كما شهدت البلاد صدمة كبيرة بعد قيام بعض أنصار الرئيس المعزول بأعمال تخريبية في محكمة سيول بعد موافقة أحد القضاة على إصدار مذكرة اعتقال بحق يون. وعلى إثر ذلك، تم اعتقال حوالي 60 شخصاً على صلة بهذه الأعمال التخريبية.
المحاكمة القادمة: الفصل الأخير؟
مع تقديم الاتهام رسمياً ضد الرئيس يون، من المتوقع أن تبدأ محاكمته قريباً. وقد سبقته إلى المحاكمة شخصيات بارزة مثل وزير دفاعه السابق وعدد من الجنرالات العسكريين وقادة الشرطة، الذين يواجهون جميعاً تهم مساعدة يون في ارتكاب نفس الجرائم.
تُعد هذه القضية من أكثر القضايا السياسية تعقيداً في تاريخ كوريا الجنوبية، حيث تعتبر البلاد في أتون أسوأ أزمة سياسية منذ عقود. تتجه الأنظار إلى المحكمة لتحديد مصير الرئيس يون سوك يول، وما إذا كان سيتمكن من استعادة منصبه أم أن مستقبله السياسي قد انتهى. الأيام القادمة ستكشف عن تطورات حاسمة في هذه القضية المثيرة.