علاقات استراتيجية بين السعودية وإيطاليا: الاقتصاد والتعاون المشترك في أبرز مراحلها
تحتفل المملكة العربية السعودية وإيطاليا بعلاقات ثنائية طويلة الأمد تعود جذورها إلى ما قبل تأسيس المملكة، حيث نشأت معاهدة صداقة رسمية بين البلدين في فبراير 1932م. على مدار أكثر من تسعة عقود، استمرت هذه العلاقات في النمو، وكانت الاقتصاد عاملاً رئيسياً في تعزيز التعاون المشترك بين الرياض وروما.
علاقات تاريخية أساسها التعاون الاقتصادي
في عام 1932م، وقعت المملكة العربية السعودية وإيطاليا معاهدة صداقة رسمية، قبل أشهر قليلة من إعلان تأسيس المملكة. هذا الحدث التاريخي شكل بداية لعلاقات دبلوماسية قوية امتدت لعقود. وفي عام 1933م، وقع البلدان اتفاقية تعاون لتأسيس أسس متينة للعلاقات الثنائية، وكانت القنصلية الإيطالية في جدة أولى خطوات هذه العلاقات التي شهدت تطوراً لافتاً على جميع الأصعدة.
الاقتصاد يشكل دعامة قوية للتعاون بين البلدين
الاقتصاد يعد من أبرز العوامل التي ساهمت في توطيد العلاقات بين السعودية وإيطاليا. المملكة تعتبر الشريك التجاري الثاني لإيطاليا في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 10.796 مليار دولار في عام 2023م. تشمل هذه التجارة سلع ومنتجات سعودية استوردتها إيطاليا بقيمة 4.921 مليار دولار، بينها 737 مليون دولار صادرات غير نفطية، مما يعكس الأهمية الاقتصادية للعلاقة بين الجانبين.
التعاون في مجالات التنمية والاستثمار
لا يقتصر التعاون بين المملكة وإيطاليا على الجانب التجاري فحسب، بل يمتد ليشمل التنمية والاستثمار. يوجد أكثر من 150 شركة إيطالية تعمل في المملكة في قطاعات متنوعة، ويبلغ إجمالي رصيد صافي الاستثمار الأجنبي المباشر الإيطالي في المملكة أكثر من 4.6 مليار دولار، مما يجعل المملكة وجهة استثمارية جاذبة للمستثمرين الإيطاليين.
الزيارة الرسمية لرئيسة الوزراء الإيطالية: خطوة نحو المزيد من التعاون
من المتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين مزيداً من التطور بفضل الزيارة الرسمية الأولى لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى المملكة. هذه الزيارة التي بدأت في 25 يناير 2025، تواصل اليوم بمباحثات هامة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مدينة العلا، والتي ستُسهم في إطلاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في عدة مجالات مثل الدفاع، والطاقة، وحماية التراث الثقافي والأثري، والنقل المستدام.
إن العلاقات السعودية الإيطالية تتسم بالعمق والمرونة، ويبدو أن التعاون بين البلدين سيظل في ازدهار مستمر على مختلف الأصعدة، وخاصة في مجالات الاقتصاد، التنمية، والاستثمار، مما يعكس قوة الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وروما.